الشريك السام: كيف تكتشفه وما هي الإشارات الحمراء التي لا يجب تجاهلها

Posted on
الشريك-السام

في حياتنا، نقابل أشخاصًا يتركون بصمات مختلفة في قلوبنا. بعضهم يكون هبة حقيقية، يقدمون لنا الدعم والمحبة، ويجعلون حياتنا أكثر سعادة واستقرارًا، والبعض الآخر يكون وجودهم عبئًا، يسببون لنا التوتر والضغط النفسي، ويعرقلون سعادتنا.

الشريك السام هو أحد هؤلاء الأشخاص الذين يدخلون حياتنا بأقنعة جميلة، لكن سرعان ما يكشف الزمن عن وجههم الحقيقي. في البداية، يبدو شخصًا ساحرًا وجذابًا، ولكن بمرور الوقت، يبدأ تأثيره السلبي في الظهور، فتجد نفسك في صراع وخلافات لا تنتهي، مما يؤثر على ثقتك بنفسك ويجعلك تشعر بأنك غير كافٍ.

ولأن اختيارك لشريك حياتك موضوع غاية في الأهمية، ويعد قرارًا مصيريًا يترتب عليه الكثير من الأمور، سأقوم في هذه المقالة بتقديم نظرة شاملة عن هذا الموضوع كي تتمكن من تحديد هل أنت في علاقة سامة أم لا، وإن كانت الإجابة نعم، سأخبرك، عزيزي القارئ، كيف تنجو منها بشكل صحي وآمن. سنستعرض العلامات التحذيرية التي يجب أن تنتبه لها في شريك حياتك، والخطوات اللازمة للتعامل مع الشريك السام والخروج من هذه العلاقة بطريقة تحفظ كرامتك وسلامك النفسي.

من هو الشريك السام؟

الشريك السام هو الشخص الذي يتسبب لك في ضرر نفسي وعاطفي وأحيانًا قد يصل الضرر إلى جسدي. هو الشخص الذي تشعر وأنت معه في علاقة بأنك داخل سجن، نظرًا لأن علاقتك به تتسم بالتحكم والسيطرة، الانتقاد المستمر، التقليل من قيمتك، الغيرة الشديدة التي قد تصل إلى الجنون. يتميز الشريك السام بكونه أنانيًا، يسعى لتحقيق مصالحه الشخصية على حساب سعادة ورفاهية شريكه. هذه العلاقة تمتلئ بالتعقيد والتوتر المستمر، مما يجعل الخروج منها يمثل تحديًا صعبًا يتطلب منك التحلي بالشجاعة والثقة بالنفس، وأن يكون لديك الوعي الكافي بأن استمرار تلك العلاقة بهذا النمط يعد أمرًا مستحيلًا.

كيف تكتشف شريكك السام في المراحل المبكرة من العلاقة

هناك علامات جوهرية يمكن أن تكشف لك إن كان شريكك سامًا أم لا. من الضروري، عزيزي القارئ، أن تنتبه إلى هذه العلامات لتتمكن من اتخاذ الخطوات المناسبة لحماية نفسك والحفاظ على سلامك النفسي والعاطفي. أبرز هذه العلامات:

1- الأنانية: تعد الأنانية من السمات الرئيسية التي تُبين مدى سُمية شريكك، حيث تجده يتمركز اهتمامه وتصرفاته حول مصالحه الشخصية فقط، فهو لا يرى سوى نفسه ورغباته. وتتمثل أنانيته في أنه دائم الأخذ منك دون أي نية للعطاء، ويعتبر أن كل ما يحصل عليه منك هو بالفعل يستحقه، لذا هو يعتبرك أنت وكل ما تقدمه حقًا مكتسبًا له. 

2- التلاعب العاطفي: يستخدم الشريك السام التلاعب العاطفي مع شريكه من خلال استغلال مشاعره لتحقيق أهداف شخصية دون مراعاة لمصلحة الطرف الآخر. استخدام التلاعب العاطفي يسهم في تعقيد العلاقة وزيادة التوتر، كما أنه يترك أثرًا سلبيًا على صحة وسلامة الشريك الآخر على المدى الطويل.

3- التلاعب بالحقائق: يمثل أداة شائعة يستخدمها الشريك السام للسيطرة والتأثير على شريكه، حيث تجده يشوه الحقائق أو يكذب لجعل الأمور تبدو في صالحه. يتم ذلك من خلال أشكال عدة، مثل تحريفه للحقائق بشكل يخدع الطرف الآخر، وإخفاؤه للحقائق الذي يؤدي إلى ضبابية العلاقة، كما أن الشريك السام بإمكانه تجاهل وإنكار الحقائق التي تعكر صفو العلاقة حتى يتفادى تبرير سلوكه السلبي، كما أنه يمكن أن يلجأ أيضًا إلى تضليل شريكه بشأن مشاعره وعواطفه، مما يجعله يتوهم وجود علاقة أكثر تقديرًا واحترامًا مما هي عليه في الواقع.

4- الانتقاد الدائم: يمثل إحدى السلوكيات السامة في تعامل الشريك، ويسهم في خلق بيئة علاقية سلبية ومؤذية للشريك الآخر، نظرًا لكونه ينتقده باستمرار ويقلل من شأنه، مما يجعله يشعر بالدونية وعدم الكفاءة.

5- التناقض: يعد من العلامات التي تصيب الطرف الآخر بالحيرة وتُشعره بعدم الاستقرار في العلاقة، وذلك نتيجة التباينات المتكررة والواضحة في سلوك الشريك السام. يظهر سلوك التناقض في أشكال كثيرة منها التناقض بين الفعل والكلام كأن يقول لك كلام يُشعرك بأنك أهم شخص في حياته ثم تجد تصرفاته كلها تقول أنك لا تشكل له أي أهمية، وتناقض السلوك كأن يكون متقلبًا بين اللطف والعدوانية، الدعم والانتقاد اللاذع، وغيرها من صور التناقض التي تخلق عدم استقرار عاطفي ونفسي لدى الشريك الآخر. 

6- التسلط: يعبر تسلط الشريك السام عن رغبته في السيطرة على حساب حقوق وحريات شريكه. يظهر في سلوك الشريك السام بالتدخل في حياة الطرف الآخر دون موافقته أو احترام حدوده، مما يجعل العلاقة غير متكافئة ومؤذية.

7- الغضب والعنف: هما أحد السمات البارزة التي تؤثر بشكل سلبي وعميق على العلاقة. الشريك السام قد يظهر نوبات غضب متكررة وغير متوقعة، حيث يتحول من حالة هادئة إلى حالة من الغضب الشديد بسرعة. هذه النوبات يمكن أن تشمل الصراخ، والتهديد، مما يخلق جوًا من الخوف والقلق المستمر للطرف الآخر. بالإضافة إلى العنف بنوعيه الجسدي واللفظي. يشمل العنف اللفظي الشتائم والإهانات والتهكم، حيث يقوم الشريك السام بإيذاء الطرف الآخر من خلال كلمات جارحة ومؤذية. هذا النوع من العنف يترك جروحًا نفسية تدوم طويلًا، ويؤثر بشكل كبير على احترام الذات وثقة الطرف الآخر بنفسه. يمكن أن يصل العنف والغضب إلى العنف الجسدي، مثل الضرب أو الدفع والتعذيب الجسدي.

8- التحكم والسيطرة: هما من السمات الأساسية التي تميز سلوك الشريك السام، حيث يسعى هذا الشريك إلى فرض سيطرته وهيمنته على الطرف الآخر بطرق متعددة تؤدي إلى تقييد حريته واستقلاليته. يتمثل هذا السلوك السام في فرض قرارات على الطرف الآخر دون استشارته، التحكم بموارده المالية، المراقبة المستمرة، التحكم في كيفية قضائه لوقته، الغيرة الشديدة، وغيرها من أشكال السيطرة والتحكم في حياة الطرف الآخر.

9- الانعزال: يعمل الشريك السام على عزل الطرف الآخر عن أصدقائه وأسرته، لأنه مريض بحُب التملك. يقوم بذلك من خلال زرع الشكوك، الانتقاد المستمر لعلاقاته الاجتماعية، أو حتى فرض قيود على تواصله مع الآخرين. مما يدفع الطرف الآخر للاعتماد الكامل على شريكه السام.

التبعات النفسية للارتباط بشريك سام

يجب أن تُدرك جيدًا، عزيزي القارئ، أن ارتباطك بشريك سام له تبعات نفسية عديدة تؤثر على صحتك العقلية والعاطفية. هذه التبعات هي نتيجة طبيعية لما تمر به وتعانيه مع شريكك السام. أريدك أن تعلم أيضًا أنك مهما حاولت المضي قدمًا بتلك العلاقة حتى تصل بها إلى مكان أفضل، فلن تتمكن من فعل ذلك، لأن الشريك السام الذي يتصرف معك بالطرق التي ذكرتها سابقًا، من الصعب جدًا، إن لم يكن مستحيلًا، تغييره بشكل جذري. فطريقة تربيته وتجاربه والبيئة المحيطة به هي ما ساهمت في تنشئته بهذا الشكل، وتكوين طباعه السامة التي هي جزء متأصل من شخصيته. لذا لا توهم نفسك، عزيزي القارئ، بأن بإمكانك تغيير طباع شخص ما، ولا توهمي نفسك، عزيزتي القارئة، باتباع الجملة الشهيرة التي تقول “I CAN FIX HIM” لأنني قادمة إليكِ من آخر الطريق وأؤكد لكِ أن هذا لن يحدث.

هذا لا يعني أن الشخص السام عندما يجدك مستاءً منه بسبب طبع ما أو صفة فيه، لن يحاول تغييره. بالعكس، هو سيحاول، لكن محاولاته لن تستمر كثيرًا وستبوء بالفشل، والتغيير الذي سيطرأ عليه سيكون تغييرًا لحظيًا فقط. لذا لا تتعشم عند رؤيتك لأي تغيير منه ولا تبني عليه آمالًا زائفة. 

تتلخص التبعات النفسية المترتبة على ارتباطك بشريك سام في: الاكتئاب، القلق المزمن، اضطرابات النوم، اضطرابات الأكل، انخفاض تقديرك لذاتك، عدم ثقتك بنفسك، عزلة اجتماعية، سلوكيات تجنبية، فقدان اهتمامك بمظهرك، وفقدان اهتمامك بالأنشطة اليومية.

هل هناك دوافع وراء الانجذاب إلى الشركاء السامين؟

هل فكرت يومًا، عزيزي القارئ، في كيف يمكن أن يؤثر النمط الأسري الذي نشأت فيه وتجارب طفولتك على اختياراتك المستقبلية لشريك حياتك؟ هل تعتقد أن هذه الخلفية قد تجعلك أكثر عرضة للانجذاب إلى شريك يعكس أو يكرر نمط العلاقات السامة التي ربما كنت تشهدها؟

الإجابة بكل تأكيد هي نعم، دعني أوضح لك الأمر بأبسط طريقة ممكنة. عندما تنشأ في بيئة أسرية سامة، فإن هذا يترك بصمات عميقة فيك تؤثر على الطريقة التي ترى بها العلاقات وعلى كيفية تفاعلك مع الآخرين. فعندما تشهد أو تعيش في بيئة تسيطر عليها العلاقات السامة، تتعلم بشكل غير واعٍ أن هذه الديناميات هي “الطبيعية”، هذا يمكن أن يجعلك تنجذب إلى شركاء يعيدون نفس هذه الأنماط في علاقاتك المستقبلية. على سبيل المثال، إذا نشأت في بيئة يكون فيها التلاعب العاطفي أو الإساءة أمرًا عاديًا وشائعًا، فقد تجد نفسك تنجذب إلى أشخاص يمارسون نفس الأساليب في تعاملهم معك، دون أن تدرك أن هذا ليس صحيًا. 

بمعنى آخر، الشخص الذي نشأ في أسرة يستخدم أبويها الإهانة اللفظية ويعتبرونها أمرًا عاديًا، سيكبر وهو يظن أن هذا هو التعامل الطبيعي بين البشر، فتجده يقبل الإهانة من أسرته، مديره، وأصدقائه، وقد يستمر الأمر معه إلى المرحلة التي سيختار بها شريكة حياته، فتجده يختار شخصية تتبع معه نفس الأسلوب، أي تهينه، وتُقلل منه. مثال آخر، الأنثى التي نشأت في بيئة أسرية يُباح بها العنف الجسدي، ستكبر وقد تنجذب إلى شريك سام يتبع نفس الأسلوب، وحينها ستعتبر أن ضربه لها أمرًا عاديًا.

لكن الخبر الجيد هو أن الوعي بهذه الديناميات هو الخطوة الأولى نحو التغيير. بمجرد أن تدرك كيف أثرت تجارب طفولتك على اختياراتك، يمكنك العمل على تغيير هذه الأنماط والبحث عن علاقات أكثر صحة وسعادة. الاستشارة النفسية والدعم من الأصدقاء والعائلة يمكن أن يكون لهما دور كبير في هذا التحول. 

لذا خذ نفسًا عميقًا ولا تخف، وهيا بنا ننتقل إلى أهم نقطة بالموضوع وهي كيف ستحرر نفسك من سجن هذه العلاقة السامة.

التخطيط للخروج: كيفية ترك الشريك السام بشكل آمن

بعدما تناولنا سويًا النقاط الرئيسية التي تؤكد لك أهمية اتخاذ قرار الرحيل من تلك العلاقة، سنتناول الآن كيف ستنهي تلك العلاقة بشكل صحي، وكيف تستعيد حياتك وثقتك من بعدها. لكن دعني في البداية أُلفت نظرك إلى شيء هام، وهو أن الخروج من علاقة سامة ليس بالأمر السهل، حتى وإن كنت سترتاح كثيرًا بعد تخليك عن تلك العلاقة، إلا أن هذه الخطوة لن تخلو من الألم خاصًة في أول فترة. وذلك يرجع لعدة أسباب منها: اعتيادك على نمط حياة معين حتى وإن كان سامًا يمكن أن يجعل التغيير مخيفًا بالنسبة لك. لأن التغيير يعني خروجك من منطقة الراحة، وأنت قد لا ترغب في الخروج منها. كذلك خوفك من الوحدة، وارتباطك العاطفي بشريكك السام. كما أن الضغط الذي قد تتعرض له من عائلتك وأصدقائك يمكن أن يزيد من صعوبة الانفصال، لأنك قد تشعر بالخجل أو بالخوف من الحكم عليك عندما تُنهي تلك العلاقة. وبالرغم من تعدد أسباب الألم، إلا أنه يجب عليك، عزيزي القارئ، أن تكون محاربًا قويًا وشجاعًا، ولا تؤجل اتخاذ الخطوة، صدقني ستشعر بأنه تم فك أسرك، وستحظى بسعادة وصحة نفسية على المدى الطويل. 

إليك الخطوات العملية التي ستساعدك في التخلص من تلك العلاقة:

  • كُن صادقًا مع نفسك

 أولى الخطوات التي ستُعينك على تنفيذ قرارك هي صدقك مع نفسك واعترافك بأن تلك العلاقة فعلًا تؤذيك، وأنها تؤثر سلبًا على حياتك. أنت بحاجة إلى رؤية الواقع كما هو دون تزييف، ودون تبرير للسلوكيات الضارة التي تواجهها. فعندما تكون صادقًا مع نفسك ستتمكن من اتخاذ قرارات مبنية على حقائق وليس على مشاعر مؤقتة، كما ستتمكن من التعامل مع مشاعرك السلبية بشكل صحيح بدلًا من إنكارها أو كبتها. فالفرد منا يأخذ قرارًا بالارتباط من شخص ما لثقته بأن علاقته به ستُضيف لحياته وستجلب له الراحة والسعادة، وليس العكس. بالطبع كل العلاقات بها مشاكل واختلافات، لكن العلاقة الصحية لا تكون مع شريك يمارس معك سلوكيات سامة في التعامل، ولا تكون قائمة على إصلاح عيوب الطرف الآخر. لأن الارتباط بين شخصين ليس مصحة نفسية للعلاج. لذا صدقني، عزيزي القارئ، أنت تستحق علاقة صحية ومثمرة، ومن المؤكد أنك ستجدها، لكن عليك أولًا أن تخرج من تلك القوقعة وتتعافى تمامًا منها، حتى تصبح جاهزًا لتجربة الارتباط الصحي.

  • ابحث عن الدعم 

حصولك على الدعم من المحيطين بك كالعائلة والأصدقاء يلعب دورًا حيويًا في مساعدتك على الخروج من علاقة سامة. لأنه يوفر شعورًا بالأمان والاطمئنان، هذا الشعور سيجعلك أكثر قدرة على اتخاذ قرارات حاسمة بشأن حياتك. بالإضافة إلى أن// شعورك بأن هناك من يحتضنك سيخفف كثيرًا من حدة الألم العاطفي الذي ستمر به، ويساعدك على بناء ثقتك بنفسك واستعادة شعورك بالاستحقاق والسعادة. 

  • ضع حدودًا واضحة 

وضع الحدود يعد خطوة أولية وحاسمة للتعافي والخروج من هذه العلاقة. لأنها تساعدك على تحديد ما هو مقبول وما هو غير مقبول في التعامل معك. وضع الحدود يساعد أيضًا في توضيح الأمور للشريك السام في العلاقة، فعندما تقوم بوضع حدود بشكل واضح، سيفهم من خلالها أن هناك سلوكيات معينة يمارسها لن يتم التهاون بها. هذا يمكن أن يؤدي إلى تغيير في الديناميات داخل العلاقة، وإذا لم يحدث ذلك، فإن الحدود تصبح بمثابة إشارات للوقت المناسب للابتعاد عن العلاقة.

علاوة على ذلك، الحدود تعزز من احترامك لذاتك. عندما تلتزم بحدودك، تكون أكثر وعيًا بقيمتك الشخصية وتبدأ في رؤية نفسك كشخص يستحق الاحترام والمعاملة الجيدة. هذا الوعي يقوي عزيمتك على ترك العلاقة السامة والبحث عن بيئات أكثر صحة وإيجابية.

  • قم بالتخطيط لمستقبلك

التخطيط للمستقبل يمثل أداة قوية لاتخاذ القرار بترك شريك سام، وذلك لأن التخطيط سيجبرك على التفكير بعمق في ما تريد تحقيقه في حياتك وكيفية تحقيقه. عندما تكون في علاقة سامة، قد تشعر بأن مستقبلك معلق وأنك غير قادر على التقدم في حياتك الشخصية أو المهنية بسبب الضغوط والسلبيات التي يجلبها الشريك السام. من خلال التركيز على المستقبل ووضع خطة واضحة، يصبح من الأسهل رؤية أن بقاءك في علاقة سامة سيعرقل تحقيق أهدافك وسيؤثر سلبًا على صحتك النفسية والجسدية. كما أن التخطيط للمستقبل يعزز من إدراكك لحاجتك إلى بيئة صحية وداعمة تمكنك من النمو والتطور، وهذه البيئة غالبًا ما تكون مستحيلة في ظل علاقة سامة. بجانب أن التخطيط يساعدك على بناء ثقتك بنفسك واستقلاليتك، مما يمنحك القوة اللازمة لاتخاذ قرار ترك الشريك السام والبدء في حياة جديدة تكون أنت فيها المسؤول الأول عن سعادتك ونجاحك.

  • واجه ثم غادر

المواجهة تعتبر خطوة حاسمة لأنها تتيح لك فرصة التعبير عن مشاعرك ومخاوفك بوضوح للشريك السام. من خلال المواجهة، يمكنك توضيح النقاط السلبية التي تؤثر على حياتك وصحتك النفسية، وإظهار مدى الضرر الذي تتسبب فيه العلاقة. هذه المواجهة ليست فقط للتعبير عن مشاعرك، بل هي أيضًا خطوة ضرورية لجعل شريكك السام يدرك تأثير أفعاله. قد تكون المواجهة صعبة ومؤلمة، لكنها تعتبر خطوة ضرورية نحو تحرير نفسك من سطوة العلاقة السامة. لذا قم بمواجهة شريكك بشكل هادئ ومباشر بشأن رغبتك في إنهاء العلاقة. كن حازمًا في قرارك وتجنب الدخول في مناقشات طويلة أو محاولات من الشريك للإثناء على قرارك.

بعد المواجهة، تأتي خطوة المغادرة. هذه الخطوة تتطلب شجاعة وقوة داخلية، لأنها تعني الانتقال إلى مرحلة جديدة من حياتك بدون الشريك السام. المغادرة تكون أسهل عندما يكون لديك خطة واضحة لمستقبلك، تتضمن الأهداف التي تريد تحقيقها والدعم الذي تحتاجه خلال هذه الفترة الانتقالية.

  • اقطع الاتصال

عندما تقرر ترك الشريك السام، فأنت بذلك تقرر الابتعاد عن عن بيئة مليئة بالسلبية والإحباط. لذا يجدُر بك بعد ترك العلاقة أن تقطع جميع الاتصالات مع الشريك السام قدر الإمكان. لأن هذا سيساعدك في التركيز على شفاء نفسك والمضي قدمًا في حياتك. هذا القرار يمكن أن يكون صعبًا في البداية، خاصة إذا كانت العلاقة قد استمرت لفترة طويلة أو كانت تحمل جوانب إيجابية معينة في الماضي. ومع ذلك، فإن التحرر من هذه العلاقة يفتح الباب أمامك كي تُحسن من صحتك النفسية، حيث يقل التوتر والقلق والاكتئاب تدريجيًا. بمرور الوقت، ستجد نفسك قادرًا على بناء علاقات جديدة وصحية مبنية على الاحترام والدعم المتبادل. 

  • دليل شامل للتعافي بعد السُمية

تعافيك من علاقة سامة يعتبر عملية شاقة تتطلب صبرًا ووقتًا. التعافي لا يحدث بين عشية وضحاها، ومن الضروري أن تعطي نفسك الإذن للشعور بالحزن والخسارة، لأن هذه المشاعر لا ينبغي كتمانها، وهي مشاعر طبيعية جدًا ومهمة للتعافي من التجربة. من الطبيعي أن تشعر بمزيج من المشاعر بعد الانفصال عن شريكك السام، من الغضب إلى الحزن وحتى الارتياح. اسمح لنفسك بالشعور بكل هذه المشاعر. استغل هذه الفترة في التعرف على نفسك من جديد، والتعرف على الأسباب التي جعلتك تقع في مثل هذه العلاقة.

يمكن أن يكون ذلك من خلال القراءة عن العلاقات السامة والعلامات التي يجب الانتباه لها في المستقبل، أو حتى حضور ورش أو دورات تعزز من وعيك الذاتي وقدرتك على بناء علاقات صحية. قد تشعر أنك فقدت هويتك بعد ترك علاقة طويلة الأمد، خاصة إذا كانت سامة، استغل هذا الوقت في اسكتشاف ما يهمك وما يجلب لك السعادة. انخرط في أنشطة تطوعية، جرب أشياء جديدة، وابحث عن شغف جديد يضيف قيمة لحياتك.

لا تنسَ، عزيزي القارئ، أن تهتم بصحتك الجسدية والنفسية. من خلال ممارسة الرياضة بانتظام، تناول طعامًا صحيًا، والحصول على قسط كافٍ من النوم. ولا تنسَ أيضًا اللجوء إلى اصدقائك وعائلتك، لأنهم سند لك في تلك المحنة، وإذا شعرت بأن الدعم من حولك ليس كافيًا، بإمكانك استشارة مختص نفسي يساعدك في التغلب على المشاعر السلبية واستعادة ثقتك بنفسك. أهم ما في التعافي هو أن تكون لطيفًا ورحيمًا مع نفسك وأن تتجنب جلد ذاتك على ما حدث. بمرور الوقت، ستجد أن هذه التجربة قد جعلتك أقوى وأكثر وعيًا، وقادرًا على بناء علاقات صحية ومثمرة في المستقبل. لذا استمتع بأنك الآن في طريقك لبناء حياة جديدة أكثر صحة وسعادة.

عزيزي القارئ، أود أن أختتم حديثي معك بأنني أعلم أن هذه الفترة قد تكون من أصعب الفترات التي مرت عليك. فقرار تخليك عن علاقة سامة ليس بالقرار السهل، بل يتطلب شجاعة كبيرة وإرادة قوية، وأنت قد أظهرت كليهما. أريدك أن تعرف أنني أراك شخصًا قويًا وأفتخر بك لاتخاذك هذه الخطوة. قد تشعر الآن بأن الألم لن ينتهي، لكن تذكر أن هذه المشاعر مؤقتة، وأن الزمن هو أعظم معالج.

كل يوم يمر سيقربك أكثر من الشفاء والحرية. في هذه الفترة، أريدك أن تحيط نفسك بأشخاص يحبونك ويدعمونك، وأن تفعل الأشياء التي تجلب لك السعادة والراحة. على سبيل المثال، اكتب مشاعرك، تحدث مع أصدقائك وعائلتك، واسمح لنفسك بالبكاء إذا كنت بحاجة لذلك. كل هذه الأمور جزء من عملية الشفاء. 

ولا تنسَ أيضًا أنني هنا من أجلك، وأن الأوقات الصعبة لا تدوم، لكن الأشخاص الأقوياء يدومون. لذا تأكد بأنك في طريقك نحو حياة أفضل، مليئة بالسلام والحب الحقيقي، وأنك تستحق كل الخير في الحياة، ولا شك أن الأفضل في حياتك لم يأتِ بعد. 

  • Share

8 Comments

  1. Mariam Ayman says:

    شاطرة ومبدعه كالعادة ربنا يوفقك يارب 🤍🤍🥰❤️😍

  2. Hind Omar says:

    في وقته أوي :’)❤️❤️❤️❤️❤️❤️

  3. Hind Omar says:

    تحفه تحفه تحفه ❤️❤️❤️❤️❤️❤️

  4. Marwa fatehi says:

    مقال في منتهي الروعه… ملئ بالمعلومات

  5. Maha farag says:

    مقال جميل جداا ما شاء الله..اكتر حاجه بتميزه ان في المشكله والحل للخروج من العلاقه السامه
    مقال كامل متكامل برافو 👏

  6. Khalda salah says:

    مقال تحفه وعرض المشكله والحل في منتهي السلاسه والعمق في نفس الوقت

  7. Safaa says:

    ما شاء الله تبارك الله روعه

  8. Mayada Alaa says:

    تحففه بجد كل حاجه في المقال حلوه جداااً مستنيه مقالات اكتررر💯💖💖💖

Leave a comment

Your email address will not be published.