الطريق إلى السكينة: استراتيجيات و أساليب تحقيق السلام النفسي في حياتنا اليومية

Posted on

كثيراً منا يفتقر إلى السلام النفسي في حياته، على الرغم من إدراكنا لمدى أهميته إلا أن الوصول إليه ليس بالأمر السهل، فهو حالة شعورية تحتاج منا إلى ممارسة وتدريب، فالسلام النفسي ينبع من الداخل، والشخص الذي يستطيع أن يخلق سلاماً في نفسه يستطيع أن يخلقه في علاقاته بالآخرين،

وفي هذا المقال أستعرض معكم طرقاً مضمونة لبلوغ هذه الحالة الشعورية حتى ننعم بحياة أكثر راحة وهدوء.

ماهية السلام النفسي

السلام النفسي يعني أن يكون عقلك فارغاً من الأفكار، محرراً من الضغوط، يعني أن تكون مع نفسك في حالة من التصالح التام، فتكف عن معاتبتها وتحميلها فوق طاقتها، وبالتأكيد كلنا نرغب في الوصول إلى هذه المرحلة مع أنفسنا، لكن أحياناً نواجه ما يمنعنا من تحقيق ذلك.

ما يمنعك داخلياً من الشعور بالسلام

عدم الشعور بالسلام قد ينجم عن عدة أسباب منها:

  • التفكير الزائد في المستقبل والخوف من ألا تسير الأحداث مثلما تأمل.
  • سعيك الدائم لإرضاء الآخرين حتى لو على حساب نفسك.
  • الاستعجال في كافة الأمور، فهناك أموراً حياتية كثيرة تتطلب منك التأني حتى ترى أثرها عليك وعلى حياتك.

كيف نصل إلى السلام النفسي

يجب أن تعلم أنه أثناء رحلتك لبلوغ السلام النفسي يجب عليك التحلي بالصبر، سيستغرق الأمر وقتاً ومجهوداً منك لكن ما ستحصل عليه في النهاية وما سيتغير بداخلك يستحق المعافرة والانتظار.

خطوات لتحقيق السلام النفسي بداخلنا

الشعور بالسلام النفسي يمكن تحقيقه من خلال اتباع عدة خطوات، هذه الخطوات تساهم في تخفيف التوتر وتعزيز الصحة النفسية، ويمكن تلخيصها في الآتي:

  •  التقرب من الله

فأولى خطوات تحقيق السلام النفسي تكون بالعبادة، فالله هو الملاذ الأول والأخير في الحياة، ويجب التسليم إلى حقيقة أن الإنسان عليه السعي فقط وعلى الله التوفيق والسداد، وأن كل ما يأتي من الله هو خير حتى لو لم تدرك ذلك الآن.

  • تعلم قول كلمة لا

وذلك برفض كل ما هو غير مناسب لك، فلا تخجل من قول كلمة لا مهما أحسسك البعض أن هذه أنانية منك، فهذا الرفض يعد حماية لحدودك ومساحتك الشخصية وهذا من واجباتك تجاه نفسك، فلا تدعهم يخدعونك.

  • اختر دائرتك بعناية

فالأشخاص من حولك لهم دور كبير في التأثير على نفسيتك إما بالإيجاب أو السلب، فلا يعقل أن تكون دائرتك بها أشخاص سامين ثم تشكو من عدم شعورك بالسلام والهدوء، لذا عزيزي القارئ أرجو منك أن تنتقي دائرتك بحرص شديد وأن تكن واعياً بمن سيترك بصمة جيدة في حياتك ومن سيفعل غير ذلك.

  •  عامل نفسك بلطف

هل تلاحظ الفرق بين الطريقة التي تعامل بها الآخرين والطريقة التي تعامل بها نفسك؟ لماذا لا تتعامل مع نفسك بالرفق الذي تعامل به الأخرين؟ فنفسك تستحق منك حباً أكثر وتصالحاً معها ومع إخفاقاتها أكثر من ذلك، فأرجو منك أن تحسن معاملتها وأن تتقبلها في كافة حالاتها فهي أولى بالحب والاهتمام من الآخرين.

  •  تصالح مع ماضيك

وهذه الخطوة أيضاً تعد من أهم خطوات وصولك للسلام مع نفسك، فكيف ستصل إليه إذا كنت مستمراً في جلد ذاتك؟

فكلنا لدينا ماضي نتمنى لو عاد بنا الزمن لنغير فيه أحداثاً كثيرة، ولكن نظراً لأن الرجوع بالزمن أمراً مستحيلاً، فأنا أقول لك أنه لا بأس عزيزي القارئ، فالمهم أنك تغيرت للأفضل الآن وتعلمت من تجاربك السابقة، لذا خذ قراراً بالتوقف عن جلد ذاتك وقم بمسامحتها.

  •  دعهم يقولون

فمن الوارد أن تتعرض لأشخاص يقولون عنك ما ليس فيك، فقط دعهم يقولون ولا تكترث، فأنت غير مجبر على تبرير ما يصدر منك لكل من يمر في حياتك، اكتفي فقط بأن من يعرفك حق المعرفة لن يراك إلا بعين الرضا والتفهم، وتذكر دائماً أن من يعرف نفسه جيداً لن يغره مدح الآخرين ولن يضره الذم.

  •  تدرب على ممارسة الامتنان

وفي هذه الخطوة أريد منك يومياً أن تستشعر كل النعم التي رزقك الله بها، من أصغرها لأكبرها، وأن تحمده عليها كثيراً، وأطلب منك ألا تركز على ما ينقصك أو ما تحتاجه في الوقت الحالي بقدر ما ستركز على المتوفر بين يديك.

  • التجاهل

فتجاهل الأشياء له دور كبير في زيادة سلامك النفسي، وتجاهل الأشياء هنا أقصد به تجاهل كل ما لا تستطيع تغييره، فيجب أن تتقبل فكرة أن هناك العديد من الأمور التي لن تستطيع التحكم بها أو فرض سيطرتك عليها، وهنا يأتي دور التجاهل فلن يجعلك تتأزم نفسياً أو تقف كثيراً عند تلك الأمور.

  •  دون إنجازاتك

قم بتحديد قائمة من المهام بشكل يومي، وعند اجتيازها بنجاح دونها وكافئ نفسك عليها.

  •  ركز على حاضرك

لا تفكر في الماضي ولا تفكر في المستقبل، فقط ركز على الآن، فكر كيف ستعيشه وتستمتع بكل لحظة فيه.

 

وأخيراً، تذكر عزيزي القارئ أن الحياة مجرد رحلة، فهي محددة الوقت وسيأتي لها يوم وتنتهي، وأنها ليست وردية طوال الوقت ولا سوداوية طوال الوقت، هي مجرد معادلة عليك موازنتها، فلا تبالغ في التفكير ولا تضخم الأمور، فقط أرح عقلك وجسدك واسمع موسيقتك المفضلة وشاهد كيف ستسير الأمور،

وأذكرك مرة أخرى أنه لا يتطلب منك الأمر أكثر من السعي، فليس المهم أن تصل بقدر ما يهم أن تنتهي حياتك وأنت على الطريق تحاول، فهذا يكفيك.

  • Share

13 Comments

  1. Reham reda Badawy says:

    أشطر وأحلي وأجمل من يكتب مقالات ♥️
    فخورة بيكي من هنا لحد السماء

  2. فاتن فوزي حسني عبدالغفار says:

    مقال أكثر من رائع وكلام وسطور منسوجة من دهب ♥️😍بالتوفيقك أختي والأقرب الي قلبي الكاتبة المتميزة نادين 🤗♥️

  3. Mayada Alaa says:

    تحففه بجد وموضوع مهم اوي متحمسه لباقي المقالات ❤️❤️❤️
    😍😍✨✨
    صاحبتي الشاطره اوي💕💕

  4. Rehab says:

    بداية موفقه وجميله وفي انتظار باقي المقالات ♥️

    1. Hind omar says:

      ايه الشطارة والحلاوة دي بس ، تحفه اوي اوي اوي تحمست اكتر للباقيين ❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️

  5. Rahma Kamal says:

    قد ايه استمتعت وانا بقرأ المقال وحقيقي بداية رائعة وفي انتظار المزيد والمزيد وبالتوفيق ليكي يارب، استمري ❤️❤️👏👏

  6. Mariam Ayman says:

    ايه العظمه والحلاوة دي بجد خطيير اوي وشاطرة وموهوبة تبارك الله 😍😍😍😍🤍🤍🤍

    1. Yasmen Kamal says:

      شطوره نادين بالتوفيق والنجاح الدائم

  7. Jilan ahmed says:

    اي الشطاره دي بجد ماشاءالله
    وفعلا اهم حاجه الواحد يكون عنده سلام نفسي عشان يعرف يعيش
    و keep going يا اشطر نادو♥️♥️♥️

  8. محمد خالد says:

    بالتوفيق 🤍✨

  9. Maha farag says:

    جميل ماشاء الله
    استمري حبيبتي بالنجاح والتوفيق يارب 🙏

  10. Marwa fatehi says:

    ماشاء الله كلام جميل جداااا

  11. Mennatallah Khaled says:

    كلام رائع نادين❤️

Leave a comment

Your email address will not be published.